السبت، 6 نوفمبر 2010

|| فَيَضَانٌ مِنْ حَنِيْن ||








وَأطْلَقَ الرَّبِيْعُ صَرْخَة
فِيْ وَجْهِ الخَرِيْفِ زَفْرَة
يَلْفِظُ الآهَ بِحَسْرَة ..
يَشْتَهِي وَصْلَ الزَّمَان

يَرْتَدِي الحَنِيْنُ ثَوْبَه
يَشْتَكِي الشِّتَاءُ بَرْدَه
يَبْحَثُ الوَجْدُ أيْنَه
أيْنَ دِفءُ الحُبِّ كَان؟!

يَخْتَبِيءُ خَلْفَ غَيْمَة
فِيْ تَلابِيْبِ المَدِيْنَة
يَحْتَضِرُ بِـ أسْبَابِ هَجْرَة
أحْيِنِي؛ فَإنَّ مَا عَلَيْهَا فَان

تَرْتَجِي الرُّوْحُ دَيَمَه
تطْلِبُ القَوَافِي بَحْرَهْ
يَنْكَسِرُ ضِلْعِي وَ وَزْنُه
حِيْنَ يَتْرُكُ لِيَ المَكَان

أينَهُ؟ وَأيْنَ سِنِيْنُه؟! ..
غَابَتِ البَسْمَةُ حَزِيْنَة
أمَا تَنَادَى لِيْ حَنِيْنَه ؟!
نَامَ أمَلِي بـِ دَمْعَتَيْن

انْطَفَأ نُوْرُ جَبِيْنِه
هَاكَ رُوْحِي رَهِيْنَة
وَالمَسَافَةُ بَيْنِي وَبَيْنَه
تَتَّسِعُ لـِ أبْعَدِ أوْطَان

أيْنَ عِطْرُهُ؟! أيْنَ صَوْتُه؟!
أيْنَ يَخْتَبِىءُ نَبْضُهُ ..؟!
أيْنَ عِشْقٌ قَدْ سَكَنْتَهُ؟!
وَالهَوَى قَدْ رَانْ ..

دَمِي قَدِ اسْتَبَحْتَهُ
عِطْرًا تَغَلْغَل وَرِيْدَه
أزَالَ بَعْضِي بِـ رَغْبَة
أيُعْقَلُ أنَّهُ قَدْ خَانْ؟!

هَاكَ ذَنْبُكَ قَدْ كَتَبْتَه
تَرَكْتَ الحُبَّ وَبِعْتَه
لِمَ البُعْدُ؟! وَيْلِي وَوَيْلَهْ!
عَطْفًا عَلَيْكَ عَقْلِي جَان

مَرْأى عَيْنَهُ قَدْ لَمَحْتُهُ
يَطْوِي أحْلامَ الحِكَايَة
أمْ بَدَا أسْرَابُ طَيْفِه
يَتَرَاءى مُعْلِنَاً لِيَ الهَوَان

أمَا تَرَى قَلْبِي جَرَحْتَه
كَفَاكَ مِلْحًا نَثَرْتَهْ
حَتَّى حَرْفِي قَدْ قَتَلْتَه
وَقَُزَحُ المَوْتِ دَان

طَارَ طَيْرِي فِيْ دُرُوْبِه
يَرْتَقِبُ نَبْضًا بِـ قَلْبِه
لَمْ يَجِدْ عِطْرًا بِـ يَوْمِه
وَسُؤالِي بَاتَ حَيْرَان

سَكَنَ غَيْرِي بِـ عَيْنِه
غَابَ يَخْتَبِرُ شَوْقَه ..
أمْ بَاعَ الحُبَّ وَقَلْبَهْ
لِمَ الهَوَى فِيَّ صَان؟!

تَعَالَ إِلَيَّ بِـ نَبْرَة ..
مِلْؤُهَا شَوْقٌ وَعَبْرَة
وَالوَصْلُ عِنْدَ المَقْدِرَة
لِـ يَتَنَامَى بِـ الحُبِّ قَلْبَانْ






.

بعثرة سِيْقَت زُمُرًا مع رياح 22-11-1431هـ