الاثنين، 19 ديسمبر 2011

.. حَكَايَا الوَرْدِ ..

  


.

.


يُلْقِي الشُّعُوْرَ فِي إبْرِيقِ حُبٍّ
وَ يُسْقِي حَكَايَا الوَرْدِ بـِرِفْق
تَنْمُو أفَانِيْنُ شَوْقِ الوِصَالِ
لـِجَنَّةِ دُنْيَا بِعَرْضِ الذِرَاعْ
يُسْجِرُ ضِلْعًا فِيْهَا بـِشَوْقٍ
وَ يُطْفِئُ لَهِيْبُ الشَّوْقِ حَنِيْن
رَأتْ فِي عُيُوْنِهِ حُلْمُ الحَيَاة
سَارَتْ إلَيْه بـِعُطْبِ الحَوَاسْ
بَتَرَتْ سَاقَ الحَقَائِقِ عُنْفًا
قَتَلَتْ صَوْتَ الخَوْفِ عَلَنْ



أهْدَتْهُ الحَيَاةَ وَ كُلَّ الشُّعُوْرِ
أهْدَاهَا الزُهُوْرَ وَ قَطْرَ النَّدَى
يَشُوْبُ نَوَايَاهُ بَعْضَ عَفَنْ
نَوَايَا تُعَانِي فَقْدَ الضَّمِيْر
ألْبَسَ حَرْفَهُ لَوْنَ الرَبِيْعِ
فـَأيْقَضَ طَيْرًا غَفَا مِنْ ضَجَرْ
ذَاتُ مَشَاهِدٍ بـِذَاتِ بِدَايَة
وَ خَلْفُ الحَكَايَا قِنَاعٌ سَكَنْ
وَ خَلْفُ المَرَايَا ذِئْبٌ عَوَى
بـِمَكْرٍ يُنَادِي مَتَى نَلْتَقِي؟
وَ صَوْتٌ تَقَطَّعَ مِنْهُ يَجُوْبُ
فَضَاءُ السَّمَاءِ بـِصَوْتٍ كَذُوْبٍ
وَ ذِئْبٌ عَاشِقٌ ,ذِئْبٌ لَعُوْبٌ
بِشَّوْقٍ يُلَوِّنُ لَوْنَ الغُرُوْب
وَ حِيْنَ اللقَاءِ يَعِيْثُ فَسَادًا
يُحَطَّم ُكُلَّ زَوَايَا الوَطَنْ..


أهْدَاهَا جُرْحًا قَبْلَ الرَحِيْلِ
بـِشَّوْقٍ ألْبَسَهَا لَوْنَ الكَفَنْ
بـِوَعْدٍ تَجَعَّدَ, مَاتَ الضَّمِيْر
تَهَدَّجَ حَتَّى صَوْتُ الشُّعُوْرِ
تَسَرْبَلَ حُزْنًا بَعْدَ غَرَقْ
ظُنُوْنٌ تَشْكِي خَيْبَاتِ أمَلْ
نِهَايَةٌ تُدْمِي خَدَّ الزُهُوْر..
أحَقًا حَانَ يَوْمُ الأجَلْ..!!
وَ ذَاكَ السَّرَابُ مَتَى يَنْتَهِي
مَتَى يَخْتَفِي..؟ بِأيِّ زَمَنْ..؟
وَ كَيْفَ لَهُ بـِقَتْلِ ذُنُوْبِهِ
حِيْنَ يُقَاضَى كُلُّ البَشَرْ
رُكُوْدٌ, كَسَادٌ لِبَيْعٍ فَقِيْرٍ
أمَاطَ الحَيَاةَ بـِأقَلِّ ثَمَنْ




.


دُوِّنَ بِتَارِيْخِ الـ 18-1-1433 هـ
كُتِبَ لِغَرَضٍ تَرْبَوِيٍّ مَا..
وألْفُ عُذْرٍ للمَشَاعِرِ البَرِيْئَة..


 

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

|| عُقُوْلٌ مِنْ أزْمِنَةٍ غَابِرَة ||

.
.





.

 



أضْوَاءُ المَدِيْنَةِ تَبْدُو مُنْطَفِئَةً قُرْبَ حَدِيْقَةِ الحَيِّ التي فِيهَا التَقَيْنَا مُنْذُ زَمَنٍ لَيْسَ بِالبَعِيْد, المَقَاعِدُ الخَشَبِيَّةُ وَكَأنَّهَا قَدْ عَقَدَتْ عَهْدًا ألاَّ تَسْتَقْبِلَ اللاجِئِيْنَ إليْهَا إلاَّ فُرَادَى بَعْدَ أنْ كَانَتْ بِالأمْسِ تَسْتَقْطِبُنَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْن, أوْجُه العَابِرِيْنَ مُقَنَّعَةٌ بِألْفِ قِنَاعٍ لإخْفَاءِ مَا خَلْفَ مَلامِحِهِمْ مِنْ حَكَايَا شِبْهِ مُكَرَرَة ,مَا زِلْتُ بِذَاتِ التَوْقِيْتِ أحْمِلُ كُلِّي إلَى تِلْكَ الحَدِيْقَةِ وَ بِذَاتِ مَقْعَدٍ أتْرِكُ عَلَيْهِ جَسَدِي ,أُحَدِّثُ نَفْسِي أقْسُو عَلَيْهَا أُوَبِخُهَا وَ أبْكِيْهَا وَ مِنْ ثَمَّ أحْنُو عَلَيَّ وَ أُرْبِتُ عَلَى كَتِفِ مَاضِيَّ بَعْدَ أنْ أنْدُبَ حَظِي المُتَعَثِرِ بِمَا عَادَ يَسْتَقْبِلُنِي بِذَاتِ المَكَانِ رَجُلاً مَا اخْتَارَهُ القَدَرُ لِي حَتَّى الآن وَ عَلَى الفُرَاقِ جُبِر.


المَقَاعِدُ بَائِسَةٌ يَائِسَةٌ مِنَ الإصْغَاءِ لأحَادِيْثِ العَابِرِيْن, وَ عَلَى المَقْعَدِ الذي اعْتَادَ أنْ أُجَالِسَهُ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ تُجَالِسُنِي وَ تُحَدِّقُ فِيَّ عَجُوْزٌ قَدْ هَزُلَ جَسَدَهَا وَ عَاثَتِ السُنُوْنُ فِيْ تَجَاعِيْدِ وَجْهَهَا بَعْدَ أنْ شَابَ شَعْرَهَا وَ اكْتَسَاهُ بَيَاضُ المَوْتِ الذي مَا أتَى , أُحَاوِلُ أنْ أُحِيْدَ بِنَظَرِي بَعِيْدًا عَنْ رُؤْيَتِهَا, فَوَجْهُهَا وَحْدَهُ مَنْ يُعِيْدُ لِي ذِكْرَى الأمْسِ, لَكِنَّهَا تَهْمِسُ إلَيَّ بِأحَادِيْثٍ قَدْ مَضَت, فَتَنْثُرُ المِلْحَ عَلَى الجُرْحِ الذي مَا التَئَم, فَأتَمَنَّى لَوْ أنَّ بِقُدْرَتِي قَتْلَهَا أوْ إزَاحَتِهَا عَنْ مَسَارَاتِ حَيَاتِي , وَ لَكِنْ هَلْ بِقُدْرَتِنَا أنْ نَنْزِعَ وَ نَقْتُلَ ذِكْرَيَاتِنَا أوْ نُعِيْدَ تَهْيِئَة ذَوَاكِرِنَا , فَكَمْ مِنْ ذِكْرَى أنْجَبَهَا هَذَا المَكَان بَعْدَ أنْ أفْقَدَنَا.


ذَاتُ المَكَانِ الذي أُرَاوِدُهُ كُلَّ حِيْنٍ فَتَأتِي الخَيْبَاتُ دُوْنَه, فَلا هُوَ يَأتِي وَ لا أنَا التي تَعُوْدُ مِنْه, وَحْدَهَا الذِكْرَى مَنْ تُرَافِقُنِي فِيْ وِحْدَتِي وَ لَكِنَّهَا مُجَرَّدَةٌ مِنْه, وَحْدَهَا التي تَأتِي إلَيَّ دُوْنَ أنْ أطْلِبَهَا المَجِيء, كَمْ مِنَ العُهُوْدِ قَطَعْنَاهَا تَحْتَ تِلْكَ الشَّجَرَة, وَ الآن هَا هِيَ تَشْكِي الغِيَابَ وَ تَنُوْح, أغْصَانُهَا المُوْرِقَةِ قَدْ أُصِيْبَت بِالهُزَال وَ أوْرَاقَهَا البَاسِمَةِ قَدِ امْتَلَئَتْ بِأشْبَاحِ الحُزْنِ حَتَّى اصْفَرَّ بِهَا العُمْر. كَمْ تَرَاشَقْنَا بِعَذْبِ الحَدِيْثِ قُرْبَ تِلْكَ الأرْجُوْحَةِ وَ الآنَ تَرْشِقُنِي اللحَظَاتُ بِحِجَارَةِ الفَقْدِ المُتَثَائِبِ لأُدْرِكَ أنَّنِي تَأرْجَحْتُ مَا بَيْنَ نَعِيْمِ الأمْسِ وَ جَحِيْمِ اليَوْم, كَمْ مِنْ دَعْوَةٍ أرْسَلْنَاهَا لِلسَّمَاءِ مَثْنَى مَثْنَى بِأنْ يَجْمَعَنَا الله فِي يَوْمِ الغَد, وَ حَتَّى الآن سِهَامُ دَعْوَانَا لَرُبَّمَا لَمْ تَصِلْ إلى السَّمَاء.


هَا هِيَ عَجُوْزُ الذِكْرَيَاتِ تُعِيْدُ لِي حَدَثًا أُحَاوِلُ زَجَّه فِي مَقَابِرِ النِّسْيَانِ بِأنَّه بَعْدَ أنْ دَنَا مِنِّي اللقَاءُ بِهِ وَ قَابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنَى تَشَكَلَت مِنْ بَعْضِ الأقَاوِيْلِ حَوَاجِزٌ بَاعَدَت بَيْنَنَا فِي المَسَافَاتِ لَكِنَّهَا لَمْ تَتَمَكَّنْ مِنْ تَقْنِيْنِ مَشَاعِرِي وَ اخْتِصَارِ مَسَافَاتِ نَبْضٍ وَ آخَرَ لا يَحْمِلُ إلاَّه, مَا كَانَتْ إلاَّ نِتَاجَ عُقُوْلٍ مَا زَالَتْ شِبْهَ مُنْغَلِقَة, لَمْ تُشْرِعْ أبْوَابَهَا للنُّوْرِ حَتَّى وَ نَحْنُ قَدْ تَجَاوَزْنَا الألْفِيَةَ الثَانِيَةَ تَحْتَ مُسَمَّى مَنْ يَحْمِلُ فِي جِيُوْبِ العُمْرِ ضِعْفَ العُمْرِ الذي تَحْمِلِيْن بِالحَالِ لَهُوَ أعْلَم.


وَ لَمْ يَعْلَمُوْا بِأنَّ الطِفْلَةَ القَابِعَةَ فِيَّ قَدْ مَاتَت دُوْنَ كَفَنٍ وَ مَرَاسِمَ دَفْنٍ بَعْدَ أنْ سَرَقَ مِنْهَا الزَمَانُ أنْفَاسًا تُعِيْدَهَا لِلحَيَاةِ تَارَةً أُخْرَى. فَهَلْ لِرِيَاحِ التَغْيِيرِ أنْ تَكْنِسَ مَا تَكَدَّسَ فِي بَعْضِ العُقُوْلِ فَتُزِيْلَ أغْبِرَةَ التَقَالِيْدِ العَتِيْقَة, هَلْ لِلسَحَابِ أنْ يُمْطِرَنِي بِهِ لُيُحْيِّنِي وَ يُرَمِمَ بَعْضِي بَعْدَ أنْ يَغْسِلَ حُزْنِي, كَيْفَ لِسَمَاءِ الأحْلامِ أنْ تُسْقِطَ نَيْزَكَهُ بِأرْضِي, هَلْ لِلأيَّامِ أنْ تَأتِيْنِي بِهِ أوْ أفْنَى, فَبَعْضُ المَوْتِ حَيَاةٌ وَ بَعْضُ الحَيَاةِ احْتِضَارَاتٍ تَتْرَا فَتَقْتُل كُلَّ نَبْضَةٍ فِيْنَا وَ تُوْرِدُهَا الثَّرَى.


رَحَلَ مُجْبَرًا وَ تَرَكَنِي أُحَاوِرُ كُلَّ الأشْيَاءِ التي جَمَعَتْنَا ذَاتَ يَوْم, تَرَكَنِي مَعَ أُرْجُوْحَتِنَا مَقْعَدِنَا وَ تِلْكَ الشَّجَرَة التي نَسْتَظِلُّ بِهَا, رَحَلَ وَ تَرَكَنِي مَعَ عَجُوْزِ الذِكْرَيَاتِ تُؤرِقُ يَوْمِي وَ تُضَاعِفُ حَجْمَ جُرْحِي, رَحَلَ وَ الحَنِيْنُ إلَيْهِ مَازَالَ يَجْتَرُّ الأمْس, تَرَكَنِي مَعَ ذَاكِرَةٍ هَزِيْلَةٍ إلاَّ مِنْهُ وَ قَلَمٍ قَدِ انْتَهَى مِنْهُ أُكْسِجِيْن الحَيَاةِ وَ مَا عَادَ يَسْتَنِيْخُ عَلَى صَدْرِ الوَرَقِ إلاَّ رَهَقَا, وَ آهٍ عَلَيَّ بَعْدَمَا انْقَشَعَتِ الغَمَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ وَ أبْصَرْتُ حَقِيْقَة الفُراق.










.



رُبَّمَا أتَت أُقْصُوْصَتِي مِنْ مُدُنِ الخَيَالِ, فَاسْتَقْبِلُوْهَا
.
مَخَاضٌ أوَّل فِي وِلادَةِ قِصَة
15-11-1432 هـ


 

||

|| الشَّمْسُ يَا حُلْمِي تَغِيْب ||





.



.



يَا طُيُوْرَ الحُلْمِ هَيَّا فَـ اسْتَفِيْقِي

غَرِّدِي فِيْ كُلِّ رُكْنٍ

حَلِّقِي فِيْ كُلِّ عَهْدٍ

لا تَبَاتِ فِي حُقُوْلِ يَأسِي

أوْ فِي وَكْرِ مَاضٍ, وَ اسْتَفِيْقِي

فَـ خُيُوْطُ فَجْرِيَ تُعْلِنُ بِـ المَجِيء

وَ الشَّمْسُ حِيْنَ وَدَاعِهَا صَافَحَتْنِي

قَبَّلَتْنِي..وَاعَدَتْنِي أنْ سَـ تَأتِي

بِـ غَدٍ يُشْرِقُ, يَكُوْنُ يَوْمَ عِيْدِي

لا جَدِيْدِي سِوَى حُبٌّ بِـ الأضْلاعِ يَسْتَفِيْقِ

أرَأيْتَ يَا صَدِيْقِي ..!!








الشَّمْسُ يَا حُلْمِي تَمُوْتُ بِـ كُلِ يَوْمٍ

وَ لِـ مَوْتِهَا ألْفُ حِكَايَة, وَ اسْتِفَاقَة

لا تَكْتَفِي بِـ النِّهَايَة

الشَّمْسُ يَا حُلْمِي تَغِيْب

وَ تُشَاطِرُ الأمَلَ الذِي لا يَخِيْب

فـَ الليْلُ يَهْوَى أنْ يُقِيْمَ مَحَافِلاً

فِيْ سُرَادِقِ مَأتَمِي

حَيْثُ الحَنِيْنُ..حَيْثُ لَحْنٌ قَدِيْم

حَيْثُ يَنْتَحِبُ الوَتِيْن

وَ الحُزْنُ عَلَى الوَجْهِ يَبِيْن

وَ الدَّمْعُ ضَاجَعَ مُقْلَتِي

وَ الشَّوْقُ قَيِّدَ مَعْصَمِي

وَ لا يَسْتَكِيْن

الليْلُ سَفَاحٌ يُمَزِقُ مُهْجَتِي

فـِ إذا دَمْعِي انْسَكَبْ

وَ إذا الوَجَعُ فِيَّ شَبّ

يَكْبُو وَ يَجْثُو بَاكِيًا

يَبْكِي مَعِي يَبْكِي لأجْلِي

فـَ جَنَاحُ حُلْمِي قَدِ انْكَسَرْ







لا يَا طُيُوْرَ الحُلْمِ حَلِّقِي مِنْ وَرِيْدٍ لِـ وَرِيْد

لاتَيْأسِي .. وَ بِـ وَجْهِ أقْدَارِي لاتَعْبَسِي

وَ اسْتَفِيْقِي مِنْ جُرُوْحِك

لَمْلِمِي مَاضٍ كَسِيْر

وَ تَرَاقَصِي عَلَى لَحْنِ الألَمْ

فَـ لَرُبَّمَا قَدْ يَنْعَدِم

وَ تَهَادَيّ يَا طُيُوْرِي مِنْ قَاعِ يَأسٍ

لـِ ظِلٍّ ظَلِيْلٍ وَ أمَلْ

لا تَأبَهِي لِـ سَفَائِنِي الغَرْقَى

وَ لا لِـ شِرَاعِ صَبْرِي المُحْتَرِق

يَا طُيُوْرَ حُلْمِي طِيْرِي طِيْرِي

جَاوِزِي كُلَّ الحُدُوْد

وَ اعْبُرِي كُلَّ السُدُوْد

وَ اسْكُنِي عُشَّ القَدَرْ

وَ اسْتَفِيْقِي

وَ افِيْقِي كُلَّ الأمْنِيَاتِ النَّائِمَات

يَا شَمْسُ لا تَغِيْبِ

لا تَغِيْبِ

فَـ الحُلْمُ أعْلَنَ أنْ حَانَ لِيْ نَصِيْبِ

لـِ قَدَرِي أنْ يَسْتَجِيْبِ

لا تَغِيْبِ يَا شَمْسُ لا تَغِيْبِ



.



.



"كيبورديةُ حضورٍ أول بعد غيابٍ من حولي تجمهر"
13-7-1432 هـ

|| كُنْ كَـ الـمَطَرِ إنْ شِئْتَ أوْ كَـ القَمَرْ ||

 
كُنْ كَـ الـمَطَرِ إنْ شِئْتَ أوْ كَـ القَمَرْ

.

.




.



.



كُنْ كَـ الـمَطَرِ

تَمْتَلِئُ بِيْ سَحَابًا وَ تَنْهَمِرْ
تُمْطِرُ فَـ تَبْعَثُ فِيَّ عُمْرًا يَزْدَهِرْ
تَمْلَؤنِي كُلِّي وَ بَعْضِي وَ نِصْفِي الـمُنْتَظِرْ
تُحِيْطُ بِـ مَلامِحِي العَطْشَى إلَيْكَ
تُبَلِلُ رِيْقَ اللحْظَةِ الـمُشْتَاقَةِ إلَيْك
تُسَابِقُ الرِيْحَ إليَّ
لِـ تَسْتَرِيْحَ بِـ رَاحَتَيَّ
لِـ تَعْرِفَ الأجْوَاءَ
وَ الطُرُقَاتِ
وَ الـمَسِيْرَ إليَّ أيْن
لـِ تَقْرَأ فِيْ خُطُوْطِ يَدِي
عَنْ حَكَايَا الشَّوْقِ
عَنْ جُنُوْنِ الرُوْحِ
عَنْ حُبٍ مُسْتَدِيْم
سَابِقِ الرِيْحَ إليَّ
لِـ تَسْتَرِيْحَ بِـ رَاحَتَيَّ
سُقْيَا بِـ شَوْقٍ عَارِمٍ
لـِ مَسَامِ حُبٍ مُنْزَوٍ
يَرْوِي وَرِيْدًا مُحْتَضِرْ
يَرْوِي وَتِيْنًا مُنْتَظِرْ
هَيَّا انْهَمِرْ
دَعْ عَنْكَ شُحَّ مَوَاسِمٍ
قَدْ امْسَكَتْ بِـ قَطْرِ الـمَطَرْ
هَيَّا انْهَمِرْ
وَ اسْقِي أرَاضِي الجَدْبِ فِيْ
إنِّي أُعَانِي الفَقْرَ
فِيْ حَلَقَاتِ وَصْلٍ لِـ السُرُوْر
إنِّي أُعَانِي فِيْ غِيَابِكَ
مِنْ سَغَبِ الشُعُوْر
هَيَّا انْهَمِرْ
وَ دَعْ طِفْلَةَ النَّبْضِ التَي
تَبْكِي لِـ شَوْق
دَعْهَا تَحْكِي لِـ الـمَطَرْ
تَفْرَحُ وَ تَرْكُضُ..تَبْتَسِمْ
تَرْقُصُ ..تُغَنِّي..فِيْ نَغَمْ
هَيَّا انْهَمِرْ
وَ اجْعَلْ هُطُوْلَكَ فِيْ حَذَرْ
كُنْ كَـ الـمَطَرِ
هَادِئًا عَذْبًا نَقِيًّا
وَ التَقِيْنِي فِيْ مَسَاحَاتِ الحُبُوْر
دَعْ عَنْكَ ضَجِيْجُ الرَّعْدِ وَ البَرْقِ الذِي
يُلْقِي بِـ دَوَاخِلِي فَزَعًا قَدْ لايَزُوْل
وَ لـِ تَنْهَمِرْ
إنْ شِئْتَ فِيْ صَيْفِ اللقَاء
أوْ فِيْ شِتَاءٍ مِنْ حَنِيْن
فِيْ رَبِيْعِ العُمُرِ
أوْ فِيْ خَرِيْفٍ قَدْ يَبْدُو حَزِيْن
انْهَمِرْ فِيْ كُلِّ حِيْن
وَ امْهِلِ اللحَظَاتِ عُمْرًا تَسْتَرِيْح
وَ اغْسِلِ المَاضِي الجَرِيْح
وَ امْسَحْ مِنْ رَصِيْفِ العُمْرِ
بَقَايَا حُزْنٍ مُتَّجِه, نَحْوِي إليّ
خُذْهُ بَعِيْدًا يَاحَبِيْبِي
فِيْ اتِّجَاهِ الرِيْح
وَ اصْبُبْ فِيْ وَرِيْدِي
بَعْضُ عِشْقٍ مُسْتَبَاح


كُنْ كَـ الـمَطَرِ إنْ شِئْتَ أوْ كَـ القَمَرْ

لا تَخْتَفِي عَنِّي طَوِيْلاً
سَابِقِ الأوْقَاتَ وَ الأيَّام
وَ اعْبُرْ كُلَّ الـمَدَائِنِ وَ الجُسُوْر
كُنْ َكَـ القَمَرْ
فِيْ حَالِ بُعْدِكَ فِيْ غِيَابِكَ
مَهْمَا ابْتَعَدَّتَ أوْ ارْتَحَلْت
لـِ تُنِيْرَ دَرْبًا قَدْ غَفَى فِيْ حُضْنِ لَيْل
لـِ تُنِيْرَ قَلْبًا يَنْتَظِرُ بَعْضَ الأمَلْ
كُنْ َكَـ القَمَرْ
فِيْ كُلِّ شَطْرٍ ألْتَقِيْه
يَبْقَى مَعِي مِنْ دُوْنِ أنْ أرْتَجِيْه
يَسْهَرْ مَعِي
يَهْمِسْ إليّ
يَرْوِي حِكَايَاتِ الصِغَرْ
يَحْكِي رِوَايَاتِ البَشَرْ
يَبْتَغِي أخْذَ العِبَرْ, يَخْشَى عَلَيْ
كُنْ َكَـ القَمَرْ
يَأتِنِي فِيْ كُلِ يَوْمٍ
يَأتِنِي بِـ حُبٍ وَ ضَوْءٍ
يَبْتَسِمُ حِيْنَ الحُضُوْر
يَرْوِي مَسَامَاتِ الشُعُوْر
وَ قَبْلَ السَفَرْ
يَبْعَثُ أهَازِيْجَ العُمُرْ
كُنْ كَـ الـمَطَرِ إنْ شِئْتَ أوْ كَـ القَمَرْ






.





.

 
انْسِكَابٌ لَحْظِيْ
14-3-1432 هـ


.