الأربعاء، 5 مايو 2010

|| غروب البشر و أوراق خريفيه ||

|| غروب البشر و أوراق خريفيه ||

\
/
\





وتتساقط أوراق الخريف من أغصان الشجر

ورقه تتلوها ورقه منظر يُعود بنا حيث تاريخ البشريه الأول

وكيف أن مولده ورزقه وفصول حياته وعمره وحتى وفاته هي كـ أوراق فصل الخريف

تبدء بـ التساقط كلما حدث أمرٌ كان مستقر بـ اللوح المحفوظ

لـ تتساقط آخر ورقه وبها تنتهي حياته ومشوار سنين قضاها بـ حياه دنيا

فـ هل سار ومعه من العمل مايُصلح حاله ؟

هل كانت الدنيا عليه نعيماً فـ إجتبى من العمل أخْـيَره ؟

سار والعمل الصالح يرافقه طيلةَ دربه؟

ام سـ يرحل حاملاً معه كتلٌ من الذنوب والآثام ؟

وخطايا بها تلوثت روحه لـ يقترب من نار الجحيم ويصلى سعيرا؟

ولم ينتقي من العمل إلا أشّرَه وأفسده ؟












حال البشر في هذه الدنيا وكيفيه ركضهم خلفها

كـ الأعمى حين يسير خلف أصداء صوت ..

كـ كلبٍ يلهث تضرعاً وجوعاً .. نركض لاهثين خلف دنيا زائله

وسنعود من حيث أتينا .. منها نخلقكم وفيها نعيدكم تارةً أخرى سنعود تحت الثرى

منها خُلقنا وكانت نشئتنا الأولى من طين ومن ثمّ عشنا فوقها

منا من كان صالحاً متعبداً لوجه الله ..

ومنا من عصى الله ومازال بجبروته يدهس الأرض التي منها نشأ متجبراً مغرورا

متناسياً أن أصله من طين .. وانه عبدٌ من عباد الرحمن ..

من بيده الأمر كله مابين كافٍ ونون.. "كن فـ يكون"

وكما تغرب الشمس وتتوارى خلف الغيوم ..

سـ يغرب البشر مع إنتهاء أوارق كتاب حياته ..

ولكن تعود الشمس لـ تُشرق من جديد مع إنبلاج الفجر ..

والإنسان حين غروبه لن يعود لهذه الدنيا ..

وإنما هو يشهد حياه برزخيه ومنها لـ آخرةٍ باقيه أمد الدهر












نسير بهذه الدنيا متناسين مبدأ عليه خُلقنا .. ألا وهي العباده

لـ نُشبع رغباتنا ونُمتّع ذواتنا ونتناسي الآخره وننهل من نعيم حياه ..

جعلتها نكره لأن حياتنا زائله ولو بعد حين ..

وسـ نرحل لايهم من يفرح ومن عاش حياته يحزن

فـ الأهم هل أحضرنا من الزاد أكثره لـ يوم لاينفع فيه لامال ولابنون ..
.. وخير الزاد التقوى ..

لـ قوله تعالى بمحكم كتابه:( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )

لن نحمل معنا أموالنا .. لن نرحل مع ماأكتنـزناه بـ دنيا ..

بلا بنون ولا عائله .. بلا ذكريات عشنا معها

سـ نرحل حاملين أعمالنا فقط ..

إن صلح كان مدخله للجنة يسيرا .. وإن فسد سـ يلظى جحيما

قال صلى الله عليه وسلم:(يتبع الميت ثلاثه:أهله وماله وعمله..فيرجع اثنان ويبقى
واحد..يرجع اهله وماله ويبقى عمله)
..

وسـ نُسأل عن صلاتنا..صومنا..زكاتنا..حجنا..سـ نُسأل عن كل صغيرةٍ وكبيره

فـ هناك ملكان يسجلان كل مايحدث إستصغرنا الأمر أم لا ..لـ نُحاسب ومنها نجازى

حتى البشر يتقاضون ويقتصون من بعضهم البعض والفيصل في ذلك هو الله عزوجل

لـ يعاقب كلَ من ..ظلم..قتل..سرق..كذب..إفترى إثما..وألحق الأذى بالغير ..
سـ يُجازى كل إمرىءٍ بما إكتسب وبما جنت يداه

حتى جوارحه تتحدث فيما إستخدمها وكيف كان يوجِهَها للخير أم الشر ..

قال العزيز الحكيم :(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )












فهل لنا من صَحْوَه .. هل سـ نصحو من سباتٍ بات يلازمنا؟

أمنستمر بـ أخطائنا وننغمسُ بها أكثر
؟

هل سـ تكن لأحرفي وقعاً عليكم .. أم سـ تمر مر السحاب ولاتُحرّك ساكنا؟

قبورنا تنتظر لحظه وداعنا للأرض لـ تحتضنا ..
فـ إما
روضه من رياض الرحمن .. وإما حفره من حفر جهنم

وتحت
الثرى وضمن حياة برزخيه يحاسب ويُقاضى ..

ويأتيه
منكرٌ ونكير بإستفهامات تتعدد

وأول مايسأل عن
ربه ودينه ونبيه.. ورغم أنه يعِي الإجابه إلا أنها حينها تتوهـ ..

ويتخبط
يمنةً ويسرى فـ إما يتمكن من الاجابه إن صَلُح عمله بالدنيا وحفظ الله

لـ قوله صلى الله عليه وسلم : ( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ) ..

وإما
عذابٌ يَنْصبُ عن جنبيه كونهضيّع دينه وأهمل..

وسار بـ دنياه
بلا هدفٍ سوى إشباع الذات








وصدق من قال :( قبورنا تبنى ونحن ما تبنا يا ليتنا تبنا قبل أن تبنى )..

والموت يأتي بغتة دون إستئذان .. دون أن يطرق الأبواب ..

لايعرف مريضاً ملازم السرير الأبيض أم بمقتبل صحته ..

لايمِيْزُ بين كبيرٍ ولاصغير .. لايُفرق بين غنيٍ ولافقير

يأتي مع إنقضاء عمر الإنسان .. وكفا بالموت واعظا

فإما تُختم أعماله بـ صالحها او تنتهي بـ سيئها ..

ويارحيم إجعل خواتيم أعمالنا هي أصلحها ..
ويامثبت القلوب على طاعتك ثبـّت افئدتنا

 


\
/
\