السبت، 7 سبتمبر 2013

خَلْقَ الأشيَاءِ مِنْ عَدَم



.

هُنَاكَ بِالخَفَاءِ خَلْفَ ظَلامِ الزَوَايَا وَ بَيْنَ الخَبَايَا تَخْتَبِئُ , لِتَنْسِجَ خُيُوْطَ عَنْكَبُوْتٍ تَحْجِبُ بِهَا الحَقَائِقَ ,  وَ مِنْ أمَامِيَ تَظْهَرُ بِغَيْرِ مَا تُبْطِنُ خَلْفَ أسْوَارِ قَلْبِهَا الصَدِئ.
رَفِيْقَةٌ رُبَمَا كَانَتْ رَفِيْقَةٌ تَهْوَى خَلْقَ الأشيَاءِ مِنْ عَدَم , تَهْوَى إبْهَامَ الحَقَائِقِ بِرَسَائِلٍ مَكْتُوبَةٍ بِحِبْرٍ عَفِنٍ عَطِنٍ , مُعَلَّقَةٌ تِلْكَ الرَسَائِلُ السوْدَاوِيَّةُ عَلَى سَاقِ غُرَابٍ يَجُوْبُ السَّمَاء , مِنْ وَكْرٍ لآخَرَ يَنْتَقِلُ بِخَفَاءٍ كَسَاعِي بَرِيْدٍ لَفِظَتْهُ أرَاضِي النَّقَاء , يَضَعُ مَرَاسِيلَ الافْتِرَاءِ بِعُمْقِ أعْشَاشِ الظُّنُوْنِ السَيِئَة .
رَفِيْقَةٌ رُبَمَا; تَهْوَى قَذْفَ الأشجَارِ المُثْمِرَةِ افْتِرَاضًا مِنْهَا بِسُقُوْطِ مَحْصُوْلِهَا نَيْلاً مِنْهَا , يَسْكُنُهَا أشْبَاحُ حَسَدٍ وَ حِقْدٍ قَدْ عَشَّشَ بِدَاخِلِهَا أمَدَا, تَنْطِقُ كَذِبًا وَ زُوْرَا, وَ تَبْنِي أمَامَ الجَمِيْعِ سُوْرَا.
إشَاعَةٌ تَتْلُوْهَا إشَاعَة , وَ قَوْلٌ تَنْطِقَهُ بِغَيْرِ حَق , لا تَقُوْلُ إلاَّ ثُبُوْرَا , تِلْكَ الرَفِيْقَةُ القَرِيْبَةُ مَنْ لَهَا بِعُمْقِي مِنَ الحُبِّ بَيْتًا مَعْمُوْرَا , تَضْرِبُ الرُّوْحَ بِسَوْطِ الافْتِرَاءِ جُوْرَا , وَيْحُهَا أمَاتَت الصَدَاقَةُ فِيْهَا , وَيْحُهَا أتَرْمِيْنِي بِأقْوَالٍ تَزْعُمُهَا بِشَرَر , فَتَلْتَفُ بِيَ الشَائِعَاتُ مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وَ صَوْب, حَتَّى غَدَوْتُ كَالمَسْجُوْنَةِ وَ الكُلُّ مِنْ حَوْلِي يُغَادِر, أيَرْحَلُوْنَ أمْ أنَا التي لَمْ أعُد بِمَوْجُوْدَة, كُلُّ مَا حَوْلِي تَغَيَّر, عُيُوْنُهُم مَا عَادَت تَرَانِي,  أيُعْقَلُ أنَّنِي تَقَلَصْتُ لِدَرَجَةٍ مَا عَادَت العَيْنُ المُجَرَّدَةُ بِقَادِرَةٍ عَلَى رُؤْيَتِي , لِمَا أصْبَحَت لَوْحَةُ الدُّنْيَا بِعَيْنِي مُشَوَّشَة , وَ ضَبَابِيَّةُ الرُؤْيَا تَجْعَلُنِي أتَعَثَّرُ أسْقُطُ وَ أُجْرَحُ وَ لا أجِدُ ضِمَادًا لِنَزْفِ جُرُوْحِيَ القَادِمَةِ مِنْ أقْرَبِ النَّاسِ إليَّ, أ أبْقَى أمْ أرْحَل, مَا عَادَت الدُّنْيَا تُغْرِيْنِي بِشَيء.
كُلُّ الأفْوَاهِ كَاذِبَة , كُلُّ الأصْوَاتِ مُزْعِجَة , كَمْ مِن رُصَاصَةٍ قَدْ أصَابَت القَلْبَ عُنْوَةً وَ بِلا أيِّ رَحْمَة , كَمْ مِن أحَادِيْثٍ سَوْدَاوِيَّةِ اللوْنِ بِي قَدْ تَعَلَّقَت.
كَلِمَاتٌ, أصْوَاتٌ ,إشَاعَاتٌ , وَ رَفِيْقَةٌ جَعَلَتْ مِنِّي بَاحِثَةً عَنْ مُحَرَّمَاتِ العَلاقَات , وَ هِيَ الأكْثَرُ عِلْمًا أنَّنِي مُتَرَفِعَةٌ عَن هَذِهِ المُسْتَنْقَعَاتِ المَوْبُوْءَةِ بِالرَذَائِل, وَ لَمْ أسْقُطْ بِوَحْلِهَا يَوْمًا, جَعَلَت مِنِّي امْرَأةً عَارِيَةً مِنْ كُلِّ فَضِيْلَة , لِتَحْجِبَ عَنِّي رَجُلاً أرَادَنِي أمًّا لأبْنَائِه , وَ طَمِعَت هِيَ بِهِ زَوْجًا, فَأعْمَاهَا الحَسَدُ فَقَذَفَتْنِي بِمُفْتَرَيَاتٍ وَ أدَت بِهَا حُلُمِي, فَرَحَلَ وَ رَحَلَ الجَمِيْعُ بَعِيْدًا عَنِّي, مَا بَالُ الحَيَاةِ غَدَتْ صَنَادِيْقَ ضَيِّقَة , وَ مَا بَالِي حُشِرْتُ بِصُنْدُوْقٍ أسْوَدٍ وَغَدَوْتُ وَحْدِي , وَ النَّدَمُ مَن يُرَافِقُ صَمْتِي لأنَّنِي لَمْ أُدْرِك سَوْءَةَ فِعْلِهَا إلاَّ بَعْدَمَا اخْتَنَقَ القَلْبُ مِنْ أبْخِرَةِ الشَائِعَات , وَ لَمْ أذُوْد عَنِّي بِشَيءٍ لأنَّنِي بَنَيْتُ لَهَا بِالقَلْبِ مِنَ الحُبِّ مَنَازِل.



مُغَادَرَة:
نَحْنُ بِحَاجَةٍ لاقْتِنَاءِ مَجَاهِيْرَ حُسْنَ الظَّنِ المُتَوَفِّرَةِ فِي أسْوَاقِ النَّوَايَا الحَسَنَة.




دُوِّنَت بِحِيْنِهَا
24-1-1433 هـ


.