السبت، 7 سبتمبر 2013

www.وانهارت الفضائل

 
وانهارت الفضائلwww.
.
.

توطئة:
خرج العالم بأسره من زاويةٍ ضيقةٍ مظلمةٍ قد أُشرعَت بنوافذ النور لمدنٍ مملوءةٍ بكثيرٍ من المعلومات والخدمات,
لتوحِّد العالم وتُلغي كل الحواجز والمسافات, لتجعل العالم قريةً صغيرةً على امتداده ,لتجعل في متناول أيدينا كافة المعلومات.
تُبسط لنا بكلتا راحتيها لندرك العالم من بين شبكةٍ عنكبوتيةٍ تلتفُ بأذرعها حول العالم أجمع لتُقدم لنا كافة المتطلبات ونغتني بها عما سواها من بدائلَ أُخريات.
أتى الإنترنت ابنًا مطيعًا مُسيرًا لأهواء النفس إثر علاقةِ ارتباطٍ ما بين العولمةِ الناتجة من إمكانية الوصول عالميًا للإنترنت مع تطور التكنولوجيا في المجتمعات.
لتبقى الطبيعة البشرية ناقوسًا يدق مجالاتٍ لا تُدرك بعين الفضيلة والأخلاق, لتبقى تِنْبِشُ في أضرحةٍ من سوء الخُلق المترمدةِ من زمنٍ قد تهالك ومضى لتكسبه لونًا آخر, بطرقٍ أخرى, وانقيادًا آخر يقودنا لجوانب تسيء لأخلاقياتٍ قادتنا لها جوهر الدين وحقيقة الحياة الدنيا.
ليبقى الإنترنت (ثورة العصر) متأرجحًا ما بين الخير والشر , وفاصلاً لا متزامنًا/لا متلازمًا فيما بينهما , ليبقى كنهه الإنترنت وماهيته تتكون من استخدام البشر, و متراجحةٌ لا يمكنها إيجاد الكفة الأعظم فيما بينهما.
وما من ريبٍ أن انهيار الفضائل على الشبكةِ العنكبوتية تُشكِّل عقبةً في دروب الكثيرين ممن يستخدمون الحاسوب والإنترنت.













(1)
.

.

 ((الجرائم الإلكترونية))
الجريمة الإلكترونية هي الابنة الغير شرعية نتيجة اختلاط ما بين التكنولوجيا والرغبات,
نُسب لها مُسمى جريمة لأنها تُعد كالجرائم الحياتية الآتية من القدم فهي ليست نتاجًا مختلفًا في تكوينه إنما أضفى لها الإنترنت صورًا أخرى وسهلت لها دروبًا لا تُحصى, من منزله ودون شقاء يتمكَّنُ من القيام بسطوٍ متكاملٍ للشركات والبنوك بلا سطوٍ مسلح وبلا أي عناء, متخفيًا بوسائل تُزيل عنه الشبهات , ليبدَئ في ممارسة طقوس انهيار خلقه, معلنًا صرخات الانتصار , متفاخرًا بذكائه وقدراته.
فالجريمة الإلكترونية هي نطاق لسرقة المعلومات الشخصية وغسيل الأموال والعقول, وانتحال الشخصيات والتزوير بطرقٍ تكنولوجية, هي وسيلة لتلفيق الإشاعات وتشويه السمعات , وتشذيب نتائج الانتخابات السياسية,
هي وسيلة لانتحال مواقع الإسلام وبث الأقاويل الكاذبة التي لاتُسمن ولا تُغني من جوع وتقديم كافة الافتراءات, وسيلة للإرهاب الإلكتروني بكافة ما يندرج منه, هي ساحة للمواقع المنادية بالإباحيةِ علنًا, حتى المتجارة بالممنوعات باتت لها صرحًا , هي كساحة قتال الضحية فيها من يلتزم بالأخلاقيات والرابح فيها هو الخاسر الأعظم.
أتت الجريمة الإلكترونية حين تطورت التقنية وقلَّت موازيين الأخلاق واختفت من عقولهم قوانين التشريعات,
بحيث أن أول دولة سَنَّت تشريعات تختص بالجرائم الإلكترونية كانت السويد في عام 1973 م لتناقش قضايا الاحتيال والتزوير الغير مُشرع.
لتتبعها الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثمَّ بريطانيا تتخذ لها مركزًا في تشريع قوانين تحد من الجرائم الإلكترونية, لتتبعها الدنمارك ومن ثمَّ فرنسا فهولندا فاليابان, لتأتي فيما بعد الدول العربية بتشريعات تحددها وفقًا للنمط المتخذ من الكيفية والكميِّة والظروف والفروق العمرية. ورغم وجود القوانينَ المتحكمةِ في القضايا الإلكترونية, إلا أنّ الجرائم الإلكترونية ماتزال في أطوار النمو لم تتوقف خشية العقاب مطلقًا.
ونبقى قَيد انتظارٍ لبيئةٍ خاليةٍ مما تُدعى جرائم إلكترونية لننعم بخير الشبكة العنبكوتية ونستقي من معين معلوماتها كؤوسًا لا تنضب, لتثمر فوائدها في حقول احتياجاتنا بلا خشيةٍ أو فزع.
لنتوخى الحذر وليعي أصحاب الجرائم وينتهوا عن أفعالهم لتلِجَ نطاق:
وتبقى الفضائلwww.















(2)
.

.

 ((السرقات الأدبية وانتهاك الملكية الفكرية))
هي النتيجة الحاصلة في التفاعل ما بين الأدب وقلة الأدب, فما عادت تختص بالنسخ واللصق لمحتوى بأكمله بل تجاوزته لأبعد من ذلك بكثير, حيث أصبحت وسيلةً لسرقة الأفكار والحاقها بهم.
فما إن تطرأ فكرةً دخيلة لعقلك فتنفثها خارجًا وتطردها لأرصفة الورق أو صفحات الإنترنت لتدرك النور حتى تجد أيادٍ لها تمتد وتعتقل, ليتبنون الفكرة ويعلنون أنهم لها كأسرة وتصبح أنت لها كالغريب وتنتهك حقوق ملكيتك الفكرية.
بل أن الأدهى والأمرّ أن تُسرق آدابًا بمجملها كالأدب اللاتيني حيث أنه مُزجى في قفص الاتهام بسرقات متعددة من الأدب اليوناني.
وهاهم يتفننون في أخذ منشورٍ ما وتلقيحه بتهجينٍ يفسده جماليته ونسبه وعائلته لينتجونه بطريقةٍ مختلفةٍ بتبطينٍ يلائم ما يريدون ويذيلون طرفه باسمهم ويبدؤونه بعنوان مختلف , لتعاني الخلل جوهرًا,  ويبدؤون بِطَرْقِ أبواب المواقع طرحًا متفاخرين بعظيم إنجازاتهم.
ها هم يُقحمون أجساد أطروحاتهم بأجزاءٍ لا تنتمي لها , ويُطعِّمُونها بحقوق الغير متناسين أن للحرفِ والإحساس والفكر والبحث ربُّ أسرة وراعٍ مسؤولٌ عن رعيته من حقوق, ولا يدركون حجم الضرر المتمثِّل إثر سلوكياتهم اللا أخلاقية , لا يدركون حجم الجُرم الماثل إثر نزع حقوق الغير واغتصاب الملكية الفكرية.

ولكن معضلة السرقات الأدبية ليست بحديثة عهد مع ظهور الإنترنت فلها باعٌ منذ القدم ,وإنما الإنترنت وعولمة الكلمة جعلتها تنتشر وبكثرة وسهلت لها كل الوسائل , ولأنه يصعب حينها معرفة السارق من المسروق وما من تشريع يقيِّد معصم تلك الأيادي السوداء ولأنه ما من مصنفٍ رقمي له تُدرج الأطروحات وباسم كاتبها الحقيقي هذا الأمر أفضى لتوافد أعداد كبيرة من السرقات في عصرنا الحالي.
ومع ذلك , حتى من  يُسجل أعماله رقميًا من خلال قسم الملكية الفكرية بوزارة الثقافة والإعلام تضيعُ حقوقه وتُسلب على مرأى منه لتُختم حقوقه وتُذيل باسماء الآخرين , فحتى نتاج الكتب المطبوعة لم تقف أمامهم كحاجزٍ منيعٍ لهم يتصدَّى , فلم تسْلَم المنشورات الورقية من ممارسة كافة أنواع الانتهاك سرًا وعلانية.
يُقال "كافة الحقوق محفوظة" ولكن في زمن العولمة والأنفس المطاردة لحقوق الغير أصبحت "كافة الحقوق مسلوبة".
ونظل للحق ننادي بالحياة, ونظل نناجي أنْ متى يبزغ النور ويموت الظلام وتنتهي معضلة السرقات الأدبية وسوء الاستخدام , ويندثر سوء الخلق وتعود الحياة تضج بملكيةٍ فكرية .
وتبقى الفضائلwww.













(3)
.

.

 ((الاختراق))
هو الابن العاق للشبكة العنكبوتية , المُصمتُ الكاتم لكل صوتٍ ينادي بالفضيلة, هو الابن الباحث عن كل ما يُلحق الضرر بالآخرين ويوقظ الفزع في قلوبهم ويُنمي بالذات شغفًا بالمزيد, هو المتسم في بعض أحيانٍ بالسادية, هو الابن الملحق بالسوء لعائلته الإنترنتيه, من خلال استخدام غير مشروع بواسطة أجهزة الحاسوب من نظم تشغيل أو برامج أخرى يمارس مهنته وشغفه, ليتمكن من التطفل إثر الدخول الغير مصرح به على جهاز الضحية لأغراض غير مشروعة من مراقبة تحركاته وسرقة معلوماته واستخدامها وحذف ملفاته والقيام بعمليات تخريبية والتلاعب بمعلوماته فيما يُلحق الضرر عليه.
هذه المعضلة ليست بوليدةِ عهدٍ إنما هي مشكلةٌ قديمة, ولكن مع الإنترنت قد اتسعت حلقاتها وانفرجت ,وصعُب إحكام حلقاتها وتَضْيِّقِ سَعَتِهَا و مجالها . فعوضًا عن السطو المسلح للمؤسسات والشركات أصبحت في زمن العولمة بأكثر سهولة وسرية من خلال ضغطة ( زر كيبورديه) قد يُردي المؤسسة بكثير خسائر فادحة, وعوضًا عن استخدام الأسلحة أصبح الإنترنت يعمل بين يدي المخترقين والقراصنة المحترفين كمسدسٍ كاتمٍ للصوت وفي بعض أحيان تنتج عنه إصابات لا فردية فتغدو كقنابل نووية تستهلك البشرية.
حيث أصبحت منتشرة على صفحات الإنترنت مواقعٌ لتعليم القرصنة وعمل دوراتٍ لذلك وبلا أي مقابل مادي, أصبحت المواقع تُنجب برمجيات من شأنها إلحاق الضرر بالآخرين.
وفي ظل غياب الحكومات و مراكز الأمن عن تلك المواقع واغفال النظر عن المخترقين وغياب القوانين الرادعة, وفي ظل إمكانية تأمين الذات من خلال بعض البرمجيات المُخفية للهوية على الشبكة الحاسوبية تفاقمت تلك المشكلة وولجت دروبًا أخرى تحمل ضررًا أكبر على الفرد والمجتمع إثر انتهاء صلاحية الخلق في أنفسهم الخاوية من كل فضيلة.
 وبإمكان المخترق تطويع خبراته وذكائه عبر طرقٍ تقود أخلاقياته نحو الأفضل بلا تدمير وتحطيم ,بلا ضحايا بشرية أو مادية أو كانت حتى معنوية, من خلال تسير قدراته نحو أمن المعلومات للجمعيات الخيرية وللشركات وغيرها من المنظمات لضمان خدمة الفرد والمجتمع أو المساهمة بما فيه من خدمة لدينه و وطنه.
ونبقى نأمل في توعوية الذات قبيل الولوج للإنترنت فالمبتدئين هم الهدف الأول للمخترقين لاستخدام معلوماتهم الشخصية والمالية .ويبقى القانون وإن وُجد لا يردع كل من تُسول له نفسه شرًا وضررًا للآخرين , و تبقى أمانينا بتطهير الشبكة العنكبوتية من كل ما يُعيبها ويترك الفزع طفلاً في نفوس مستخدميه.
وتبقى الفضائلwww.














مغادرة:
بما أن هناك أنفسًا سادية ,وقلوبًا تبحث عن الكسب السريع بطرق ملتوية , بما أن هناك عقولاً ذكية محترفة سخَّرت طاقاتها لا لخدمة المجتمع, وأدت أخلاقياتها لرغباتٍ ذاتية, وبما أن التقنيات في تطور وربما لم تكن وفق معايير أمنية فلربما زاد الخطر في ظل التحديات وغياب التشريعات.
و يبقى الإنترنت عالمًا افتراضيًا شاسع الحدود متباعد الأطراف يحمل الكثير من الخدمات, هو كمخزن معلومات متكامل و متنقل لا يقتصر على مكانٍ محدد.
الإنترنت هو المساهم الأعظم للتطور والتقدم في كل العلوم , هو المشذِّب لملامح حياتنا بإسهامات لها الدور العظيم في تسهيل وتوفر المعلومات.
ولكل تقنية من شأنها أن تصيغ الحياة نحو التطور ضرائب سلبية يدفعها الفرد والمجتمع بإسهاماتٍ من أيدٍ خفية منتزعة من كل فضيلة , ولا يقتصر ذلك على الحاسوب والإنترنت وحسب.