.
كُلُّ مَا حَوْلِي حَزِيْن
الحُبُّ يَعْشَقُنِي بـِحُزْنِه
وَالليْلُ يَسْهَرُنِي بـِكَمَدِه ..
وَالهَمُّ يَغْتَالُنِي بـِظُلْمِه
القَمَرُ يَشْكُوْ فِرَاقَ مَنْ نُحِبُّه
وَالطَّيْرُ يَنْتَحِبُ لـِقَيْدِ شَوْقَه
وَالغُصْنُ يَنْحَنِي حُزْنًا وَغَمَّا
الشَّجَرُ ذَابِلٌ يَبْكِي حَالَه
وَالثِّمَارُ ثَكْلَى تَتَسَاقَطُ طَرِيْحَة
وَالطَّيْرُ مِنْ نَارِ الحَنِيْنِ مُهَاجِرَة
لا لأرْضٍ لا لجِهَةٍ مُعَيَّنَة
حَائِرٌ.. وَالحُزْنُ يَعْلُوْ جَبِيْنَه
كُلُّ مَا حَوْلِي حَزِيْن
الخَرِيْفُ يُقْبِلُ قَبْلَ حِيْنِه
وَالجَفَافُ يَتَسَيَّدُ أرْضَه
الرَبِيْعُ قَدْ حَزَمَ أمْتِعَتَه
وَالشِتَاءُ قَدْ حَجَزَ تَذْكِرَتَه
وَالصَّيْفُ يُحَلِّقُ مُبْتَعِدًا عَنْ المَدِيْنَة
كُلُّ الفُصُوْلِ مُغَادِرَة
مَوَاسِمُ الجَوِّ للخَرِيْفِ بَاقِيَة
كُلُّ مَا حَوْلِي حَزِيْن
السَّمَاءُ تُرْعِدُ تُبْرِقَ حَزِيْنَة
وَالغَيْمُ يُمْطِرَ بـِدُمُوعٍ ألِيْمَة
وَالأرْضُ تَبْتَلِعُ مِلْحَ مَائِهِ
فـَتَحْمِلُ الآهَ بـِكُلِّ قَطْرَة
وَالبَحْرُ يَتَلاطَمُ بـِمَوْجِهِ
حُزْنًا قَدْ نَاهَزَ عُمْرَهُ؛ لـِفِرَاقِ شَمْسِه
كُلُّ مَا حَوْلِي حَزِيْن
غَابَتْ طُفُوْلَتُهُمْ
مَا عَادَتْ حَلْوَى العِيْدِ تُفْرِحُهُم
حَبِيْسَةُ العَيْنِ أدْمُعُهُم
هَلِ الهَمُّ اغْتَالَهُم
أمْ شَابَتْ عُقُوْلُهُمْ مُنْذُ وِلادَتِهِم؟!
وَالحَالُ يَشْكُو الحَالَ، أيْنَ فَرَحُه؟!
أيْنَ غَابَ مَنْ نُحُبُّه؟!
لِمَ الحُزْنُ يَسْكُنُنَا؟!
لِمَ الحُزْنُ يَغْتَالُنَا؟!
لِمَ حَتَّى أحْلامُنَا قَدْ أبَتْنَا؟!
هَذَا هُوَ عَالَمِيْ
بِدُوْنِ صَوْتِ غَرَامِي
فـَكُنْ بِـقُرْبِي
لأحْيَا بِكَ
لأتَنَفَسَك
كُنْ جَنَّتِي وَمُقَامِي وَمُسْتَقَرِّي
كُنْ نَايَ فَرَحِي وَهَنَائِيَ وَسَعْدِي
كُنْ مَلاذِي
مِنْ وَحْدَتِي
مِنْ غُرْبَتِي
مِنْ حُزْنِي
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَوْلِي
يُحَاوِلُ أنْ يَسْرِقَنِي مِنِّي
فـَكُنْ قُرْبِي؛ لأهْنَأَ بِك
1434-7-21 هـ